حملة الرقابة الصحفية
ارتفاع اجور النقل تلغي مكاسب انخفاض اسعار الوقود والغذاء
لم يعد يخفى على أحدٍ سوء الواقع المعيشي الاقتصادي الذي يعاني منه السوريون جميعاً وفي كل المناطق السورية والذي هو نتاج مباشر للسوء السياسي والتردي الإداري الذي عانت منه سوريا على امتداد حقبة الأسد حتى صار اللاجئ المعذب في ما وراء البحار يحسد على عيشته "المرفهة"بينما تعيش أغلب الأسر السورية على الفتات لتأمين الأساسيات من غذاء ودواء.
أغلب الأسر في صافيتا وريفها تعتاش من مصدرين أساسيين هما الحوالات الخارجية والمهن بكل أصنافها سواء المعتمدة على الوظيفة الحكومية أو الزراعية والتجارية منها ومن النادر جداً أن تكون لعائلةٌ هنا مصدر دخل واحد فقط فالراتب وحدة لا يكفي أكثر من عدة ايام كذلك الإنتاج الزراعي في ظل سياسة المخلوع الذي لطالما نادى باسم العمال والفلاحين أكل حقوقهم قبل أن يأكل ما يزرعوه كذلك هم أصحاب المحال والتجار بأتاواتٍ وضرائب لا تبقي إلا على ما يسد رمقهم.
ولنقف على الصورة بشكل أفضل وبموضوعيةٍ عندما نتحدث عن الوضع المعيشي نحن هنا نقصد الوقود والغذاء
لأن باقي جوانب المعيشة هي مكملات تم الاستغناء عنها منذ سنين خلت
لعبت القرارات التي اتخذتها الإدارة الجديدة في تحديد سعر المشتقات النفطية وتوفيرها بكل الكميات دوراً بالغ الأثر في الارتياح الشعبي بتوفر المادة وضرب السوق الموازية "السوداء" وأمرائها وكذلك كان لانخفاض سعر الصرف دور محوري في تخفيض أسعار الكثير من السلع لاسيما الغذائية منها وهو ما يحسب على الإدارة الجديدة .
ان الانخفاضات في أسعار المواد التموينية قد غُيِّب أثرها تماماً بسبب ارتفاع أجور النقل والمواصلات التي كانت تدعمها حكومة الأسد فمثلاً كان أجار النقل من صافيتا الى طرطوس وبالعكس 2000 ليرة والٱن أصبح 10.000 وٱجار النقل من طرطوس الى اللاذقية كان 6000 ليرة والٱن 35000 أي ما بقارب الخمس والست أضعاف وبحسبةٍ بسيطة إن الموظف الذي تطلب منه الحكومة اليوم أن يباشر عمله وإلا سيفصل بعد 15 يوم من تغيبه يحتاج 300 ألف فقط مواصلات وهو تقريبا معادل لراتبه الذي لم يقبضه حتى الٱن في حين كان ينفق 100 الف ويبقى له الثلثين منه سابقاً
على الصعيد الٱخر فإن هذا الراتب الشحيح الذي لا يتعدى 25 دولارا كحد أقصى صحيح أنه نكتةٌ سخيفةٌ لأي مغتربٍ لكنه عمود أساسي من أعمدة صمود اي أسرةٍ سورية تعمل بوظيفتين وثلاثة وإن زيادة العبء على هذا العمود بسبب الغاز والمازوت والبنزين وانعكاسهم مباشرةً على أسعار المواصلات سيسبب بدوره في تزعزع بقية الأعمدة
فحتى أصحاب المحال التجارية يعانون من ضعف الإقبال وأصحاب "السرافيس والتكاسي" أيضاً أي أن موضوع الراتب التافه حالياً ليس موضوعاً يهم الأسر الموظفة فقط بل هو حلقة في سلسلة حلقات الاقتصاد ك كل
أخيراً أقول أني لا أبالغ إن قلت إن بقاء المواطنين والشريحة الموظفة الواسعة دون رواتب وأجور وخصوصا في ريف صافيتا لفترة أطول ستنذر بكارثة معيشية وشيكة فاليوم من يصرف من مدخراته لن يجدها غدا ومن كان يعاير مصروفه على دخله فإن الإنفاق تضاعف أيضا لعل وعسى أن تقدم الإدارة الجديدة على صرف الرواتب والأجور وفي موعدها ومع زيادات أثلجت تصريحات مسؤوليها قلوب الجميع هنا
غدير، حملة الرقابة الصحفية سيريانيوز