في الظروف الصعبة يصبح "الاجهاد النفسي" اكثر حضورا وخطرا .. كيف نتعامل معه ؟

من المعروف ان قليلا من التحفيز والضغط النفسي يمكن أن يحسن الأداء في ظروف محددة كالرياضة أو العمل، فإن الاجهاد المفرط أو المطول يمكن أن يؤذي صحتك.

عندما تكون واقعا تحت تأثير إجهاد نفسي stress، فإن عضلاتك ستنقبض، وستتسارع دقات قلبك، ويصبح تنفسك سريعا وغير عميق، وذهنك أكثر تنبها، وقد تعاني من ضعف في الشهية، وصداع، وصداع نصفي، وصعوبة في النوم، وتزداد فرص تعرضك للعدوى.

وقد تشعر أيضا بالقلق أو الهيجان ، أو بعدم القدرة على التركيز، أو بالتعب أو الاكتئاب،  ويميل الاجهاد النفسي عادة إلى التراكم في الجسم عندما تصبح ضغوطات الحياة أقوى من قدرتك على التحمل، أو عندما يتم تحريضه بفعل حدث محزن كفقدان شخص عزيز.

هذا كله في الظروف العادية في دول مستقرة فيها التحديات مضبوطة بهوامش معروفة للجميع لا يتم تجاوز هذه الهوامش الا في حالات نادرة ، اما في دول فقدت الاستقرار واصبح الانسان يعيش في ظروف استثنائية غير عادية تضع ضغطا نفسيا اضافيا عليه .. فإن السيطرة على النفس تصبح اكثر صعوبة

 

كيف يمكن ان نتعامل مع هذه المشكلة

يجب ان نفهم بان كلما كنت تعباً اكثر تكون عرضة للإجهاد اكثر وعليه يجب ان يحرص الانسان على الحصول على قدر واف من النوم يوميا ، وان كان هذا ليس امر يسيرا لشخص يتعرض لضغط نفسي يتسبب له بالقلق وصعوبة النوم الا ان الانسان يجب ان يكون واع لهذه الضغوط ويحاول ان يلجأ لاي طريقة لينام عدد الساعات المطلوب كل يوم كأن يلجأ للقراءة او مشاهدة التلفزيون ..

التغذية

الامر الاخر هو محاولة المحافظة على مستويات ثابتة من الطاقة أثناء النهار والانتباه للنظام الغذائي ، على سبيل المثال يجب الا تفوت أبدا وجبة الفطور ، وتضع ضمن نظامك الغذائي الفواكه الطازجة، والحبوب، والأرز، مع التقليل من الاطعمة الغنية بالدهون كالجبن والبيض واللحم الأحمر والزبدة، وخفض مدخولك من السكر والملح.

وفي ذات السياق يجب ان نأخذ النصيحة المعروفة بعين الاعتبار عادة ما يلجأ اصحاب الضغط النفسي الى الاكثار من شرب القهوة والشاي والتدخين وهذا يفاقم المشكلة والصحيح ان نحد من استهلاك هذه المواد قدر الامكان .

الحركة

ايضا مما يخفف من الاجهاد النفسي هو الحركة وممارسة الرياضة يجب ان تضع هذا الهدف في ذهنك دوما وتجد طريقة للممارسة التمارين الرياضية بشكل دائم ، وخصوصا إذا كنت تمضي وقتا طويلا في الجلوس أثناء العمل. فالتمارين تولد في الدماغ مواد كيميائية "تحسن المزاج" وتزيد من احساسك بالرفاه وحسن الحال.

واذا كانت خيارات الرياضة غير متوفرة في محيطك اليوم لاسباب عدة يبقي المشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميا امر ممكن وضروري لتجنب اثار الاجهاد.

الوعي بالاعراض والمشاركة

الان حينما تحس بان الاجهاد تمكن منك وبدأت تظهر عليك اثار القنوط او الاكتئاب ،  حاول أن تبقى بمفردك لبضع دقائق اذهب لتمشي قليلا في اماكن تحبها ، او الجأ لمكان منزو هادئ يساعدك على الاسترخاء ، الفكرة بان تكون واع للاعراض دائما وتحاول ان تتعامل معها وتخفف من الاسباب التي تدفعك الى مزيد من الاجهاد.

ويمكنك في هذا الصدد ان تعتمد على فعل المشاركة ، نفس عن همومك، فمن المفيد عادة أن تقاسم متاعبك وهمومك مع أفراد عائلتك وأصدقائك.

الجأ الى طبيب

اخيرا يجب ان تلجأ الى الطبيب في حال شعرت بانك غير قادر على التعامل مع هذا الاجهاد ، بدأت تشعر بالقنوط واليأس لفترات طويلة وانك تدخل نوعا من انواع الاكتئاب.

وسائل مساعدة

يمكن ان نرشدك على بعض التقنيات التي تساعد في الوقاية من الاجهاد :

اعترف بأن هناك أمورا معينة لا يمكنك السيطرة عليها، مثل زحمة السير الخانقة التي تعيق طريقك إلى مكان عملك.

نظم وقتك وحدد أولوياتك، نفذ أولا ما هو المهم، تقيد بالمواعيد النهائية وقلل من التزاماتك الأخرى ضمن هذه المواعيد.

حدد المهام المطلوبة وقسمها إلى مهمات أصغر إذا بدت لك كبيرة جدا بحيث لا يمكن التعامل معها بنفس الوقت، ضع لائحة بالمهام المطلوبة واشطب منها ما تم إنجازه.

لتكن توقعاتك مستندة إلى أرض الواقع، لا تلزم نفسك بمهام تشعر بأنك عاجز عن القيام بها أو أنك لا تريد القيام بها، وفوض أمر تنفيذها اذا كان هذا ممكنا الى الاخر عندما تتمكن من ذلك، ولا تهن عزيمتك أو تشعر بالذنب إذا جرت الأمور على غير ما تشتهي.

استرح من وقت إلى آخر خلال النهار، حتى ولو كان شكل على شكل إطلالة من النافذة ، التوقف وانجاز بعض التمارين البسيطة ، النظر الى الغرفة التي انت فيها ، اجراء حديث جانبي مع صديق ..  ولا تنس أخذ فرصة الغداء.

اعداد : سيريانيوز