حملة الرقابة الصحفية

ما في ببيتي ليرة – ليلى

31.12.2024 | 15:46

الخدمات على حالها كما كل اليوم، المياه وضعها جيد في قريتنا كما كانت دائمًا (على خلاف باقي قرى سهل الغاب) فهناك نبع ومركز للمياه في القرية، الكهرباء كانت ومازالت نصف ساعة وصل مقابل 5 ونصف قطع، مدة الوصل قد تصل ل20 دقيقة فقط في معظم الأيام.

الخبز متوفر بالسعر الحر 5000 ليرة للربطة المزدوجة والبنزين كذلك متوفر وبالسعر المعلن عنه على وسائل التواصل الاجتماعي
 

بالنسبة لإسطوانات الغاز، فقد سلم الأهالي إسطوانات الغاز الفارغة مع ثمنها منذ عدة أيام إلى معتمديها لكن حتى الأن لم يتم التوزيع.
هناك انخفاض ملحوظ في سعر عدة مواد غذائية (بطاطا 3000-3500 للكيلو الواحد، كيلو الفروج 25000-27000، صحن البيض 25000-35000حسب النوع)
 

الوضع المعيشي للناس سيء للغاية، ففي الأرياف وخصوصا سهل الغاب ومنذ سنين طويلة بسبب عدم قدرة الناس الاعتماد على الرواتب الحكومية، دخل الناس يعتمج على الزراعة، أما كأصحاب أراضي أو كعمال وورش يتقاضون أجرًا، ففي الشتاء يبيع الناس مواسمهم مثل القستق والدخان والبصل (أشيع المواسم).

وأحد مصادر الدخل لسكان الأرياف هنا تجارة الحطب الذي أصبح وسيلة التدفئة الأساسية لسكان الأرياف، يقصد الرجال الجبال القريبة (طبعا من مناطق وعرة وخطرة وبعيدة في الجبال) للحصول على الحطب، رغم خطورة ومشقة هذا العمل (الذي يمكن تصنيفه في كثير من الأحيان كنوع من الأعمال الشاقة) إلا أنه ولسنوات كان مصدر دخل للأفراد محدودي الدخل.
شكلت أيصُا تربية المواشي وبيع منتجاتها مصدرُا مهمًا ومجزيًا للدخل. القرية المجاورة لنا (المسحل) تضم عدة تجار حليب يشترون الحليب من السكان على مستوى المنطقة ويبيعونه للتجار والمعامل في حماة بشكل يومي منتظم.
 

كل ماذكر سابقُا من مصادر للدخل قد توقف تمامُا منذ سقوط النظام تاركًا الناس في حالة من العجز المادي. فحركة بيع وتجارة المواسم مشلولة تمامًا بسبب المخاطر الأمنية للتنقل بين المناطق هنا وخصوصُا بوجود مبالغ مالية، وفي حال بيعت تباع بابخس الأسعار.
تحدث أحد تجار الأبقار المعروفين في المنطقة بأن الأبقار تعرض عليه بنصف ثمنها لشدة ضيق حال الناس فهم مضطرون للبيع بأي ثمن!
حاول تجار الحليب كذلك تخفيض سعر كيلو الحليب الذي يدفعونه للمربيين بسبب خطورة الطريق أحيانًا وتعرضهم للمضاربات والمضايقات على حد قولهم في محاولة منهم ربما لاستغلال الوضع (تعرض أحد التجار في المنطقة لعملية سطو مسلح لأحد سياراته نوع بورتر بكل ما فيها في منطقة سهل الغاب قرب قرية العبر، مما اضطره للتوقف لفترة عن العمل خوفًا على باقي سياراته، استغل باقي التجار انعدام المنافسة وخفضوا سعر كيلو الحليب لحين عودته للعمل عادت المنافسة وارتفع سعر الكيلو ل5500ليرة) .
 

سعر الحطب كذلك رغم مشقة الحصول عليه انخفض كثيرُا "اللهم حدا يدفع ويعطي مصاري كاش للحطاب".
 

لم تصرف معاشات الموظفين ولا حتى المتقاعدين منهم..(هناك أخبار أن المتقاعدين الذين يقبضون معاشاتهم من البنوك العقارية في المحافظات الأخرى تسلموا رواتبهم) يقبض والديي المتقاعدين رواتبهم التقاعدية من مركز البريد في القرية ولم يتسلموها حتى الأن بدون أي وعود أو أخبار.
يجري الحديث عن عمليات ووعود بالفصل لعدد كبير من الموظفين بالأخص "ذوي الشهداء" والعقود المؤقتة وغيرهم بدون أي تأكيدات أو نفي رسمي حتى الأن.

الأليات الحكومية جميعها متوقفة عن العمل بحجة عدم توفر الفيول، بما فيها باصات نقل الموظفين إلى مراكز عملهم. وقد سحبت معظمها من سائقيها بشكل اعتباطي.
لن أنسى التنويه عن ارتفاع أسعار أجور النقل التي وصلت لأرقام كبيرة جدًا بعد سقوط النظام، ولكنها أخذت بالانخفاض والتنظيم شيئًا فشيء، لكنها مازالت مرتفعة.
من القصص الهامة التي لا يمكن إغفال ذكرها وضع العساكر والضباط وموظفي الأمن وغيرهم ممن أصبحوا عاطلين عن العمل حاليًا وقسم كبير منهم أرباب أسر، ومعظمهم مازال خائفًا حتى الأنن من الخروج من بيته لتأمين حاجيات أسرته.
الصفة العامة للمشهد الحالي التعاسة والجوع والفقر الخانق ...على أمل تحسنه لاحقًا. كتبت على صفحتي الشخصية على فيس بوك منشورًا بعنوان أن الترند الحقيقي على أرض الواقع حاليًا هو جملة" ما في ببيتي ليرة" ...هاد عنوان المشهد اليوم.

بقلم متطوع صحفي في حملة الرقابة الصحفية


TAG: