بوتين يكشف عن أسباب امتناع واشنطن عن نشر تفاصيل اتفاق "الهدنة" في سوريا
أمريكا تجد صعوبة في سوريا لعجزها عن الفصل بين "المعارضة المعتدلة" و"الإرهابيين"
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, يوم السبت, إن أمريكا تمتنع عن نشر تفاصيل الاتفاق, الذي تم التوصل اليه مؤخرا بين الطرفين الروسي والأمريكي حول الهدنة في سوريا, للحفاظ على القدرات القتالية ضد الرئيس بشار الأسد. مشيرا الى أن بلاده لن تنشر التفاصيل دون موافقة من الجانب الأمريكي.
ونقلت وكالات انباء عن بوتين قوله, في مؤتمر صحفي على هامش قمة رابطة الدول المستقلة في بيشكيك, ان " واشنطن لا تريد الكشف عن فحوى الاتفاق حول لأنه سيوضح من يلتزم ومن لا يلتزم بتعهداته".
وألغيت, ليل الجمعة, جلسة مجلس الأمن الدولي حول سوريا التي كان مقررا عقدها الجمعة 16 أيلول , حيث حملت موسكو واشنطن مسؤولية ذلك, بسبب "رفضها نشر تفاصيل اتفاق الهدنة", في حين بررت الاخيرة القول ان من شأن ذلك ان يؤثر على ايصال المساعدات.
كما اعتبرت الخارجية الروسية, في وقت سابق من اليوم, ان إخفاء واشنطن للاتفاق الروسي الأمريكي حول سوريا يصب في "صالح من تعتبرهم معارضة معتدلة".
وأوضح بوتين أن "روسيا والولايات المتحدة تطمحان لإحلال السلام في سوريا وأن هدفهما المشترك يتمثل في مكافحة الإرهاب الدولي"، معتبرا أن" تحقيق هذه الأهداف يحتم على الجانبين إظهار أكبر قدر من الشفافية والمصداقية تجاه بعضهما البعض".
وتشدد روسيا مرارا على نشر الاتفاق الروسي الأمريكي حول إحلال الهدنة بسوريا ومحاربة الإرهاب والتسوية السياسية من أجل منع أي تفسير خاطئ للاتفاق، الأمر الذي لم تعلق عليه واشنطن.
وفي سياق متصل, قال بوتين إن "واشنطن تجد صعوبة في سوريا لعجزها عن الفصل بين "المعارضة المعتدلة" و"الإرهابيين".
وأضاف الرئيس الروسي أن" روسيا لا تلمس في الوقت الراهن حدوث فرز المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين، وإنما محاولات الأخيرين إعادة حشد صفوفهم، حيث يسعون إلى تغيير مسمياتهم و"الحفاظ على قدراتهم القتالية، وهذا أمر محزن".
وجاء ذلك عقب يوم من تسليم الولايات المتحدة روسيا, للمرة الأولى, بيانات حول مواقع تمركز مجموعات المعارضة الخاضعة لسيطرتها دون فصلها عن مواقع "جبهة النصرة", في وقت رفضت واشنطن التعاون عسكريا مع موسكو في سوريا مالم يسمح النظام السوري بادخال المساعدات الى سوريا لاسيما حلب.
وكان الجانبان الروسي والأمريكي ركزا خلال اتصالات, جرت الجمعة, بين ضباط روس وممثلي البنتاغون والمخابرات الأمريكية على أهمية توفير المعلومات اللازمة لفصل الأراضي الخاضعة لسيطرة الإرهابيين والمعارضة.
وأعلنت الخارجية الأمريكية، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة تتوقع انفصال المعارضة المعتدلة في سوريا عن تنظيم "جبهة النصرة" في الأيام القريبة القادمة.
ويشار الى أن حزمة الاتفاقات الروسية الأمريكية حول إحلال الهدنة في سوريا دخلت حيز التنفيذ, الاثنين أول أيام عيد الأضحى, اذ انه بموجب هذه الاتفاقات، تستمر الهدنة 48 ساعة، على أن يتم تمديدها خمسة أيام أخرى, وتشمل المرحلة التالية البدء بالتنسيق التام بين أمريكا وروسيا في قتال تنظيم "داعش" وجبهة فتح الشام , وذلك بالتزامن مع تعليق نشاط الطيران السوري فيها.
ويعاني الاتفاق الروسي الأمريكي حول سوريا من تعثر في التنفيذ بعدة نقاط، وتحديداً إيصال المساعدات الى مناطق محاصرة في حلب، فضلاً عن تبادل الاتهامات بين الروس والامريكيان حول محاولة "التنصل" من تنفيذ التزاماتهما بموجب الاتفاق.
سيريانيوز