روسيا تبث تسجيلات قالت إنها لمسارات دخول صهاريج نفط تابعة لـ "داعش" إلى تركيا

بثت وزارة الدفاع الروسية, يوم الأربعاء, تسجيلات مصورة قالت أنها تظهر 3 مسارات لدخول صهاريج نفط من المناطق السورية والعراقية الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عبر الحدود إلى تركيا.

نائب وزير الدفاع الروسي يتهم أردوغان وأسرته بـ"الضلوع" مباشرة في تهريب النفط مع تنظيم "داعش"

بثت وزارة الدفاع الروسية, يوم الأربعاء, تسجيلات مصورة قالت أنها تظهر 3 مسارات لدخول صهاريج نفط من المناطق السورية والعراقية الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عبر الحدود إلى تركيا.

وأوضح رئيس مديرية العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي, خلال مؤتمر صحفي لمسؤولين روس, أن المسار الغربي يؤدي إلى الموانئ التركية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، أما المسار الشمالي فنقطة الوصول النهائية عليه هي مصفاة "باتمان" في تركيا، فيما يؤدي المسار الشرقي إلى مدينة جزيرة بن عمر التركية.

ففي المسار الغربي, أشار رودسكوي إلى أن "النفط الذي يجري استخراجه من حقول بمحيط الرقة السورية، ينقل ليلا بصهاريج إلى شمال غرب سوريا، ومن ثم إلى بلدة إعزاز السورية ومنها إلى الريحانية التركية، ليتم توريد النفط لاحقا إلى مينائي ديورتيول واسكندورنة، حيث يتم شحن جزء من النفط على متن سفن وإرساله إلى الخارج للتكرير، أما كميات النفط المتبقية، فيجري تسويقها في السوق التركية الداخلية".

وعرض رودسكوي صور فضائية "تظهر قافلات من شاحنات الوقود في الميناءين في انتظار شحن محتوياتها على السفن، بالإضافة إلى شريط فيديو يظهر تحرك الشاحنات بصورة غير مقيدة عبر الحدود السورية-التركية في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم (جبهة النصرة) في ريف حلب".

ولفت إلى أن "هذه الشاحنات تعبر الحدود بالمئات على الرغم من العمليات القتالية الدائرة في المنطقة، وتظهر اللقطات أنه لا يجري تفتيش تلك الشحنات في الجانب التركي من الحدود".

وفي المسار الشمالي, أوضح رودسكوي أنه "يتم تهريب النفط المستخرج في حقول النفط الواقعة على الضفة اليمنى للفرات, وإن ريف دير الزور أصبح من أكبر مراكز "داعش" لاستخراج النفط وتكريره.. وإن الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية تظهر وجودا دائما لقوافل الشاحنات في تلك المنطقة بانتظار شحن النفط".

أما المسار الشرقي, أكد رودسكوي أن "الشاحنات تنطلق من الحقول النفطية في شمال شرق سوريا (في ريف الحسكة قره جوخ) وشمال غربي العراق (في محيط زاخو), حيث تظهر صور ملتقطة يوم 14 تشرين الثاني وجود ما يربو على 1.1 ألف شاحنة في محيط زاخو العراقية، فيما تبرز صورة أخرى التقطت يوم 28 تشرين الثاني في قره جوخ 50 شاحنة في محيط معمل تكرير نفط".

ومن جهته, اتهم نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف, خلال المؤتمر الصحفي ذاته, "القيادة التركية العليا والرئيس رجب طيب أردوغان متورطون شخصيا في الاستخراج غير الشرعي للنفط السوري والعراقي وتهريبه إلى أراضي تركيا".

وتابع أنطونوف "إن التدفقات المالية الناتجة عن الاتجار بالمشتقات النفطية موجهة ليس إلى زيادة ثروة القيادة السياسية والعسكرية في تركيا فحسب، بل يعود جزء كبير من تلك الأموال بشكل أسلحة وذخيرة ومرتزقة جدد من مختلف الألوان".

 كما وجّه أنطونوف الاتهام "لنجل أردوغان بأنه يترأس إحدى أكبر شركات الطاقة في البلاد، فيما تم تعيين صهره مؤخرا في منصب وزير الطاقة", مستغرباً "صمت المجتمع الدولي حيال هذه القضية".

وكانت الاتهامات بشراء النفط من تنظيم "داعش" عادت إلى السطح, بعد اسقاط تركيا لطائرة روسية, الشهر الماضي, حيث اتهم مسؤولون روس بينهم الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف, تركيا بشراء النفط من التنظيم, ما دفع أردوغان بوصفهم بـ"الكذابين" إذا لم يثبتوا ذلك بالدليل, متهماً بالوقت نفسه الحكومة السورية بشراء النفط من "داعش".

وأضاف أنطونوف أن "عائدات (داعش) من الاتجار غير الشرعي بالنفط كانت تبلغ 3 ملايين دولار يوميا قبل بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا منذ شهرين، لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة إلى 1.5 مليون دولار".

وتابع أنطونوف "تعتبر العائدات من الاتجار بالنفط من أهم مصادر تمويل أنشطة الإرهابيين في سوريا, وتبلغ عائداتهم قرابة ملياري دولار سنويا، إذ يتم إنفاق هذه الأموال على تجنيد المرتزقة في أنحاء العالم كافة، وتسليحهم وتزويدهم بالمعدات", مضيفاً أن "هذا هو السبب وراء حرص تنظيم (داعش) الإرهابي على حماية البنية التحتية للإنتاج النفطي اللصوصي في سوريا والعراق".

وأشار أنطونوف إلى أنه "وحسب معلومات استطلاعية موثوقة بحوزتنا، ينخرط الجانب التركي في تدبير مثل هذه التحركات بشكل نظامي ومنذ وقت طويل".

كما لفت رودسكوي إلى أن "تنظيم (داعش) يستخدم 8500 شاحنة لتهريب 200 ألف برميل من النفط يوميا"، مؤكدا أن "الغارات الروسية أدت إلى تقليص عدد تلك الشاحنات إلى حد كبير".

ودان أن مجلس الأمن الدولي ، مؤخراً, شراء النفط من الجماعات الإرهابية بالعراق وسوريا، محذرا الجهات التي تشتري النفط من تنظيمي "داعش" و "جبهة النصرة" أنها قد تواجه عقوبات, حيث بسط تنظيم "داعش" سيطرته على عدة مناطق في سوريا والعراق, كما سيطروا على عدد من حقول النفط في تلك المناطق, حيث يعمل على بيعها بأثمان بخسة.

سيريانيوز

02.12.2015 16:05