واشنطن تعتبر غارات النظام على مناطق بحلب و درعا "خرقاً واضحاً" للهدنة
اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية, يوم السبت, غارات النظام على مدينتي حلب و درعا "خرقاً واضحاً" لهدنة "وقف الأعمال القتالية" في سوريا التي أكملت الأسبوعين على تنفيذها.
ونقلت وكالة (الأناضول) التركية, عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي, قوله إنه يدين "تقارير عن تنفيذ طيران النظام "غارات جوية استهدفت مناطق في مدينتي حلب ودرعا.
ولفت إلى أن المنطقة المستهدفة "شملت مسجداً كان المصلون يخرجون منه للتو"، واعتبر هذه الغارات "خروقات واضحة لاتفاقات وقف الأعمال العدائية والتعهد الذي منحه النظام للولايات المتحدة وروسيا كرئيسين لقوة المهام المشتركة لوقف إطلاق النار بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها والالتزام بوقف الأعمال العدائية".
ودخل اتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا, حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي، عقب ساعات من تبني مجلس الأمن الدولي، بالإجماع القرار رقم 2268 الداعم لوقف إطلاق النار في سورية وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، واستئناف مفاوضات جنيف بين السوريين.
وأعرب كيربي في الموجز الصحفي, عن "ترحيب واشنطن بإعلان الهيئة العليا للمفاوضات بأنها ستشارك في مفاوضات الأسبوع المقبل في جنيف", واستطرد قائلاً "نواصل دعمنا بقوة لجهود الممثل الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي مستورا، ونتطلع إلى استمرار هذه المباحثات (جنيف)".
وأعلنت "الهيئة العليا للمفاوضات" المعارضة, يوم الجمعة, أنها ستشارك في جولة المفاوضات المرتقبة في جنيف الاثنين المقبل "دون شروط مسبقة"، لكنها قللت في الوقت نفسه من فرص التوصل إلى اتفاق مع النظام.
إلا أن كيربي لم يفرط في تفاؤله، وقال "ومع ذلك، وبينما نلاحظ تحقق تقدم في هذه الخطوات، فإننا نظل نشعر بقلق عميق إزاء الخروقات المستمرة والمتكررة لتقويض بعض هذه الجهود وإلحاق المزيد من المعاناة على الشعب السوري"، معرباً في الوقت نفسه عن "الإدانة الشديدة لممارسات النظام السوري المستمرة المتمثلة في رفع التجهيزات الطبية التي تمس الحاجة إليها من المساعدات الإنسانية الطارئة".
ويتبادل النظام والمعارضة اتهامات بانتهاك الهدنة، التي لا تشمل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة", فيما أعلنت كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية, في وقت سابق, مواصلة ضرباتهما ضد التنظيمين, حتى مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وأكد المتحدث الأمريكي أن بلاده تدعم مشاركة حزب الاتحاد الديموقراطي (الكردي) في المفاوضات المزمع انطلاقها الاثنين في جنيف, مضيفا أن "ممثلو الأكراد كانوا جزءا من المفاوضات التي جرت في جنيف.. ونحن نعتقد أنه من الضروري الحفاظ على هذه الاتفاقية خلال جولات لاحقة من المشاورات".
إلا أنه أشار إلى أن القرار عن إشراك ممثلي الأكراد في المفاوضات يعود إلى المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مضيفا أن الولايات المتحدة ستبحث "إمكانيات جعلهم جزءا من العملية (التفاوضية)".
وتعتبر مشاركة الأكراد في مفاوضات السلام السورية نقطة خلاف بين الدول، حيث تصر تركيا على موقفها المعارض لمشاركة المكون الكردي وتحديدا "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي الذي تصنفه كمنظمة "ارهابية"، في حين تدعم كل من روسيا والولايات المتحدة المشاركة الكردية في الحوار، علماً أنه لم تتم دعوتهم للمفاوضات في جنيف عند انطلاقها في نهاية كانون الثاني الماضي، كما لم تتم دعوتهم للجولة الثانية المقررة في 14 اذار الجاري، إلا أن دي ميستورا لم يستبعد دعوتهم للانضمام اليها لاحقاً.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن الجمعة, أن عدم مشاركة الأكراد في مفاوضات سورية _سورية سيغذي في أوساطهم نزعات انفصالية, مشيراً إلى أنهم يسيطرون على 15% من مساحة سوريا.
وكان دي ميستورا أعلن أن محادثات السلام الفعلية في جنيف ستبدأ يوم الاثنين في 14 آذار, وقال إنها ستركز على قضايا الحكم وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا ودستور جديد.
وتبنى مجلس الأمن الدولي في 26 شباط الماضي، قرارا بالإجماع يدعم وقف إطلاق النار في سورية وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، واستئناف مفاوضات جنيف بين السوريين، والذي صادق على اتفاق روسي– أمريكي مشترك بشأن وقف "الأعمال العدائية" في سوريا.
سيريانيوز