بعد تعليق جنيف3..واشنطن: روسيا السبب..المعارضة ودي مستورا: النظام السبب..الجعفري: المعارضة السبب
. هيئة التفاوض المعارضة: لن نعود الى جنيف قبل تغير الاوضاع على الارض
سارعت الجهات المعنية بالازمة السورية الى تقاذف الاتهامات حيال تعثر مفاوضات جنيف واعلان الامم المتحدة يوم الأربعاء تعليقها حتى 25 شهر فبراير الحالي، اذ اعتبرت الولايات المتحدة الامريكية ان أحد أسباب التعليق هو الغارات الروسية في سوريا, فيما ارجع المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا سبب تجميد المحادثات الى "رفض النظام ربط المباحثات بالتطورات الجارية على الأرض", كما قالت المعارضة ان "النظام لا يؤمن بالحل السياسي"، في حين اتهم رئيس وفد النظام بشار الجعفري دي مستورا بتعليق المحادثات لـ"التغطية" على نية وفد المعارضة الانسحاب من المحادثات التي لم تبدأ فعليا بين وفدي النظام والمعارضة حتى لحظة تعليقها.
واوضحت الخارجية الامريكية ان "تعليق محادثات جنيف جاء جزئيا بسبب استمرار القصف الروسي الذي يعيق إيصال المساعدات للسوريين".
واشارت الخارجية الامريكية الى ان "الغارات الجوية الروسية حول حلب ركزت على معارضي النظام السوري", مطالبة "موسكو بالتركيز داعش".
وفي سياق متصل, قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير, على هامش مهرجان في الرياض, إن هجوم "الجيش السوري ألحق ضررا بالمحادثات التي تجري في جنيف ".
وأضاف شتاينماير "بات جليا على نحو متزايد في الأيام الماضية إلى أي مدى تأثرت محادثات جنيف جراء هجوم الجيش السوري قرب حلب."
وشهدت مناطق في ريف حلب عمليات عسكرية من قبل الجيش النظامي وقصفا جويا روسيا , تزامنا مع معارك بين الجيش النظامي وفصائل مقاتلة, تمكن "النظامي" من خلالها من التقدم والسيطرة على قرية العوينات, وفتح طريق عسكري إلى بلدتي نبل والزهراء , بعد سيطرته على معرستة خان, وذلك بعد يوم من تقدمه على جبهة باشكوي, حيث سيطر على قرية حردتنين, إضافة إلى "السيطرة النارية" على قرية رتيان.
بدوره, اعتبر المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا ان "سبب توقف المباحثات الحالية هوعدم تحقيق مطالب المعارضة الإنسانية و رفض النظام السوري ربط المباحثات بالتطورات الجارية على الأرض".
وأعلن ميستورا, في وقت سابق الأربعاء, تعليق محادثات جنيف3 حول الأزمة السورية على ان تتم العودة لاستكمالها في 25 من الشهر الجاري, وذلك بعد يوم من تحذيره من ان محادثات جنيف تمثل "آخر أمل" لسوريا.
وأجرى دي ميستورا , في وقت سابق الأربعاء, في فندق "الرئيس فيلسون" بجنيف, لقاء مع وفد المعارضة رياض حجاب الذي وصل في وقت سابق من يوم الاربعاء الى جنيف , وتم بحث ضرورة "الوقف الفوري لاستهداف المدنيين", بحسب مااعلنته هيئة التفاوض العليا.
بدوره, قال المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب, في مؤتمر صحفي, ان "ديمستورا اعلن تعليق المفاوضات، واعتقد ان هذه فرصة للمجتمع الدولي من اجل الالتزام بمتطلبات الشعب السوري", مشيرا الى ان وفد الهيئة سيغادر غداً جنيف ولن يعود ان لم تتغير الاوضاع على الارض".
واعتبر حجاب ان "محادثات جنيف ليست الفرصة الأخيرة للحل في سوريا", لافتا الى ان "الهيئة ستكون ملتزمة مع اي قرار دولي ومع اي جهد يحل السلام في سوريا وينقل سوريا الى دولة ديمقراطية".
واشار حجاب الى ان "النظام السوري وحلفاؤه كثفوا قصفهم تزامنا مع انطلاق اجتماع جنيف, حيث استخدم الطيران النظامي البراميل المتفجرة والغازات السامة, فيما استخدم الطيران الروسي القنابل العنقودية في قصف حلب, ومن يريد الحل السياسي لا يتبع سياسة القتل وسياسية الارض المحروقة", مضيفا ان "النظام السوري لا يؤمن بالحل السلمي، وروسيا غير ملتزمة بالقرارات الدولية".
ولفت حجاب الى ان "نصف سكان سوريا خارج سيطرة النظام السوري, والنظام لا يسيطر سوى على 17 % من سوريا",
واردف حجاب قائلا "طالبنا بوقف تصعيد النظام العسكري لإنجاح هذه المحادثات، ومن واجب المجتمع الدولي ان يفي بالتزاماته, و نتمنى وقفاُ لاطلاق النار في سوريا مع انتقال سلمي للسلطة دون وجود الأسد والقوات الاجنبية", معتبرا ان "موضوع وقف اطلاق النار أمر مختلف، سيكون هذا الامر عندما يكون هناك انتقال حقيقي للسلطة في سوريا".
وأسفرت الأزمة التي تشهدها سوريا منذ قرابة 5 سنوات عن مقتل أكثر من ربع مليون شخص ونزوح ولجوء ما يزيد على عشرة ملايين سوري إلى دول الجوار ومناطق في الداخل السوري, وسط استمرار الاشتباكات والعمليات العسكرية في عدد من المحافظات والمناطق ، فيما تستمر الغارات الجوية الروسية في سوريا منذ 30 أيلول الماضي.
في المقابل، قال رئيس وفد النظام بشار الجعفري, في تصريح صحفي, ان "وفد المعارضة أراد الانسحاب لذلك علق دي ميستورا المباحثات, وكان لدينا معلومات أن الوفد يريد الانسحاب وما قام به المبعوث الدولي هو لتغطية هذا الانسحاب".
واعتبر الجعفري ان "الأسلوب الذي قدمه دي ميستورا لتبرير انسحاب وفد المعارضة بتعليمات من السعودية مجافياً للموضوعية ولم يقل الحقيقة كما هي", مضيفا ان "المحادثات غير المباشرة لم تقلع رسمياً بسبب تأخر وصول وفد الرياض وتعليمات مشغليه بإفشال حوار جنيف".
واشار الجعفري الى ان "الوفد الآخر رفض المشاركة بالمحادثات غير المباشرة والانخراط في أي محادثات جدية مع دي ميستورا", مبينا ان وفد المعارضة وصل بعد 4أيام من الموعد المحدد وبدأ بالشروط المسبقة".
وانطلقت محادثات جنيف 3 يوم الجمعة الماضي, بلقاء هو الأول رسميا بين رئيس وفد النظام بشار الجعفري ودي ميستورا , فيما رفضت المعارضة السورية حضور اللقاء عند انطلاقه، واشترطت تطبيق الفقرتين 12 و13، من قرار مجلس الأمن 2254 اللتين تنصان على “وقف قصف المدنيين , وإنهاء الحصار لبعض المدن في سوريا، وإطلاق سراح المعتقلين" ، مقابل حضورها جلسات التفاوض, إلا انها تراجعت عن قرارها، بعد ما وصفته بـ”ضمانات” حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، لتطبيق الفقرتين المذكورتين، الا ان اي محادثات لم تحدث بين الوفدين.
سيريانيوز