تركيا تستبعد شن عملية برية "احادية" في سوريا.. وتحذر من موجة لجوء جديدة في حال استئناف المعارك
"على واشنطن عدم بناء استراتيجيتها في سوريا على مجموعة ارهابية صغيرة"
قال نائب رئيس الحكومة التركية يالتشين اكدوغان, يوم الثلاثاء, ان بلاده لن تشن "عملية برية احادية" في سوريا, فيما شدد على ضرورة تحول منطقة بعمق 10 كم، داخل سوريا على الحدود التركية, الى "ممر مساعدات" يقيم فيه لاجئون مدنيون , محذرا من احتمال تدفق جديد للاجئين من سوريا, في حال استئناف اعمال القصف والمعارك.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية (ا ف ب) عن اكدوغان قوله ان بلاده "تستبعد اية فكرة للتدخل البري الاحادي في سوريا, لانها لا تريد القيام بمغامرات, كما انها ليست محبة للحرب".
وتراجعت تركيا , في الاونة الاخيرة, عن فكرة التدخل البري في سوريا, مؤكدة عدم نيتها القيام بهذ العملية بشكل منفرد.
وحول ملف اللاجئين, اوضح المسؤول التركي انه "من المهم ان تتحول منطقة بعرض 8 الى 10 كلم بين الحدود التركية ومدينة اعزاز السورية الى ممر مساعدات يقيم فيه لاجئون مدنيون وطالبو لجوء كي يستفيدوا من الحماية كما هو الحال في منطقة امنية".
وطالبت تركيا, في شهر شباط الماضي, بمنطقة "آمنة" بعمق 10 كم، داخل سوريا على حدودها الجنوبية تشمل مدينة أعزاز، حيث أيدت ألمانيا هذه الخطوة, في حين رفضت روسيا إقامة منطقة حظر طيران في سوريا دون موافقة الحكومة السورية والأمم المتحدة,
وأشار المسؤول التركي الى ان " حوالى 150 الف سوري يقيمون في 10 مخيمات على الجانب السوري قبالة الحدود مع تركيا.
وكانت الحكومة التركية كشفت في شباط الماضي ان نحو 100 ألف لاجئ قد استقروا في 9 مخيمات داخل الأراضي السورية بمحاذاة الحدود مع تركيا.
وحذر اكدوغان انه "في حال استمرار المعارك وتواصل القصف, فسوف تواجه تركيا خطرا امنيا جديدا, كما قد تكون امام تدفق جديد للاجئين لينتقل عددهم من 150 الفا الى 700 الف او 700 الف شخص, وهذه الموجة من اللاجئين لن تضرب فقط تركيا ولكن ايضا اوروبا".
وصعد الجيش النظامي, في الاسابيع الاخيرة, من عملياته العسكرية , مدعوما بالطيران الروسي, في حلب بريفيها الشمالي والشرقي، والتي اسفرت عن سيطرته على بلدات عدة ومناطق فيها، ماادى الى نزوح عشرات الآلاف باتجاه الحدود التركية, الذين تجمعوا قرب الحدود المغلقة, الأمر الذي أثار قلق تركيا, معتبرة أنها "تواجه تهديدا امنيا", لكنها أبدت استعدادها لفتح الحدود للاجئين السوريين "إذا كان ذلك ضروريا".
من جهة اخرى, انتقد اكدوغان "استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا", ودعاها الى الكف عن "الثقة بمجموعة ارهابية صغيرة" حيث اشارت الوكالة الفرنسية الى ان المسؤول التركي كان يشير الى القوات الكردية.
وتدعم الولايات المتحدة عسكريا القوات الكردية التي تقاتل تنظيم داعش في سوريا, ولكن انقرة تعتبرها "ارهابية" بسبب قربهما من "حزب العمال الكردستاني ".
وشدد اكدوغان على ان حزب" الاتحاد الديموقراطي" الذي استغل مؤخرا هجوم قوات النظام المدعومة بغارات الطيران الروسي لتوسيع نفوذه حول حلب , يسير يدا بيد مع روسيا والنظام السوري".
وأكد اكدوغان ان "تركيا ليست معنية بوقف اطلاق النار, قالوا لنا ان الهدنة لا تعني الارهابيين, ولكن بالنسبة الينا فان حزب الاتحاد الديموقراطي منظمة ارهابية, وتركيا لها قواعدها الخاصة لفتح النار والدفاع عن نفسها ضد اي تهديد يوجه ضدها".
وكان رئيس الحكومة التركي أحمد داود أوغلو قال ، يوم الخميس، إن "وقف إطلاق النار ليس ملزما لنا حين يكون هناك موقف يهدد أمن تركيا, حيث ستتخذ انقرة الإجراءات اللازمة مع كل من وحدات حماية الشعب و(داعش) عندما ترى أن الأمر يتطلب هذا.
وكثفت القوت التركية في الايام الماضية، قصفها المدفعي على مواقع للاكراد بسوريا, "خوفا من تمددهم", حيث اتفق مجلس الأمن على مطالبة تركيا بـ"احترام" القانون الدولي ووقف القصف، الأمر الذي رد عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقول إنه لن يسمح بـ "جيب كردي" سوري على حدوده، وأن وقف قصف مقاتلين أكراد "غير وارد".
يشار الى ان اتفاق وقف "إطلاق النار" في سوريا دخل حيز التنفيذ في 27 شباط ، عقب ساعات من تبني مجلس الأمن الدولي، بالإجماع القرار رقم 2268 الداعم لوقف "العمليات القتالية" في سورية وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، واستئناف مفاوضات جنيف بين السوريين، والذي يصادق على اتفاق روسي– أمريكي مشترك بشأن وقف "الأعمال العدائية" في سورية.
سيريانيوز