حجاب لأمريكا و أوروبا: نريد سلاحا متطورا والعودة لجنيف بإجراءات لا بأقوال

 دعا المنسق العام لـ"الهيئة العليا للمفاوضات" المعارضة رياض حجاب، يوم الجمعة، الدول الداعمة لـ"المعارضة" إلى تقديم "أفعال لا أقوال"، مطالباً بأسلحة مضادة للطيران للتصدي للغارات، وبتدابير ضد "النظام الذي يحظى بضوء أخضر للمضي بتجاوزاته".

 دعا المنسق العام لـ"الهيئة العليا للمفاوضات" المعارضة رياض حجاب، يوم الجمعة، الدول الداعمة لـ"المعارضة"  وعلى راسها امريكا ودول اوروبا إلى تقديم "أفعال لا أقوال والعودة لجنيف باجراءات"، مطالباً بأسلحة مضادة للطيران للتصدي للغارات، وبتدابير ضد "النظام الذي يحظى بضوء أخضر للمضي بتجاوزاته"، على حد قول حجاب.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب) عن حجاب ,قوله خلال مقابلة "ما نطلبه إجراءات عملية وفعالة على الأرض, لسنا بحاجة إلى بيانات أو كلام جميل في الإعلام، لأن هذا لا يعطي نتائج", معرباً عن أسفه لعدم اتخاذ تدابير ملموسة ضد "النظام "، الذي اتهم بارتكاب "أكثر من 2300 انتهاك للهدنة" منذ دخولها حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي.

وتابع قائلاً أنه "في نيسان وحده، وقعت 27 مجزرة وعمليات قصف على أسواق ومدارس ومستشفيات ارتكبها النظام, لقد رأينا ما حصل في حلب مؤخرا"، متهماً دمشق وحليفتها موسكو بارتكاب "جرائم حرب".

وأقرت الأسبوع الماضي هدنة جديدة هشة في حلب، بعدما أدت العمليات العسكرية في المدينة إلى مقتل 300 شخص من 22 نيسان إلى الخامس من أيار الجاري, وتعهدت واشنطن الداعمة لـ"المعارضة" وموسكو الداعمة لدمشق الاثنين بـ"مضاعفة جهودهما" من أجل ترسيخ الهدنة وتوسيع نطاقها.

وعلَّق حجاب "هذا غير كاف إطلاقاً, البيان الروسي الأميركي المشترك يتحدث عن، الحد قدر الإمكان، من عمليات القصف على المدنيين والمناطق المدنية, وكأنهم يعطون النظام ضوءا اخضر لمواصلة تجاوزاته، وكأنهم يقولون له: كنتم تقتلون مئة سوري في اليوم، حسنا، اليوم عليكم ألا تقتلوا أكثر من عشرة".


وأكدت واشنطن وموسكو مؤخراً دعمهما ضمان التزام وقف العمليات القتالية في سوريا، والسعي لدفع العملية السياسية، والضغط على أطراف الصراع لوقف قصف البنى الأساسية والمدنيين في مختلف المناطق.

 وأكد منسق الهيئة  "خمس سنوات مضت والشعب السوري يموت, لم نعد نريد أقوالا، بل أفعالا من أصدقائنا, نأمل من الولايات المتحدة والفرنسيين والبريطانيين والألمان وغيرهم، أن يتحركوا على الأرض"، مطالباً بمزيد من الأسلحة، وهو ما تطالب به "المعارضة" منذ بدء النزاع العام 2011.

وتابع "مضت خمس سنوات والولايات المتحدة تمنعنا من الحصول على أسلحة مضادة للطائرات, وكانت حتى وقت قصير تمنعنا من الحصول على أسلحة مضادة للدبابات".

وأضاف: "نقاتل على جبهات عدة ضد داعش، وقعت معارك شرسة في الأيام الأخيرة في محيط حلب وحمص ودمشق وفي الجنوب, ونحن نكافح قوات النظام، وحزب الاتحاد الديمقراطي (قوات كردية)، ومقاتلين من العراق ولبنان، ومرتزقة أفغان وسواهم... إننا بحاجة إلى أسلحة يمكن أن تحدث فرقاً على الأرض".

وشدد حجاب على وجوب ان تتخذ "المجموعة الدولية لدعم سوريا" التي على رأسها موسكو وواشنطن، وتضم 17 دولة تدعم احد طرفي النزاع، التدابير الضرورية لإرغام دمشق على الالتزام بطلبات الأسرة الدولية على الصعيد الإنساني.

من جهة أخرى، رأى حجاب أن الهدنة التي تسعى موسكو وواشنطن إلى إحيائها "ليست هدفاً بحد ذاتها, الحل لسوريا هو في انتقال سياسي فعلي".


وجرت ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة السورية و"المعارضة" منذ مطلع العام في جنيف من دون إحراز تقدم, وعلقت الجولة الثالثة في نيسان الماضي مع استئناف المعارك في حلب, حيث تركز النقاش على بحث الانتقال السياسي وسط خلاف بشأن مصير الأسد والمرحلة الانتقالية، حيث تشدد الحكومة السورية على أن ملف الرئاسة ليس "موضع نقاش" في محادثات السلام , في حين تصر "الهيئة العليا" للمفاوضات على هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية دون أن يكون للأسد أي دور فيها.

 وأشار حجاب "نريد العودة إلى جنيف, إننا في طريق مسدود اليوم لأن النظام لا يريد البحث في عملية انتقالية"، مؤكداً مرة جديدة أن لا حل ممكناً مع الرئيس بشار الأسد"، مؤكداً أنه "من غير الواقعي إطلاقاً تصور بقائه في السلطة".

وأكدت الخارجية الأمريكية، يوم الأربعاء، أنه لا يمكن حل كل الأمور عسكرياً، وأن روسيا جزء من حل الصراع في سوريا، معتبرة "الهيئة العليا" للمفاوضات "ممثلاً" للمعارضة السورية, حيث جاء اعتراف واشنطن للمرة الأولى بأن "الهيئة العليا" "ممثلاً" للمعارضة ، بعد أن كانت تعتبر "الائتلاف الوطني" المعارض فيما مضى ممثلاً شرعياً للشعب السوري، خلال مفاوضات جنيف 1 و 2.

وأعلنت الأمم المتحدة أن محادثات السلام السورية مستمرة, لكن لم يتم إلى الآن تحديد الجولة المقبلة من المفاوضات, رغم  قرار "هيئة التفاوض" تعليق مشاركتها في جولة جنيف حول سوريا, احتجاجا تدهور الأوضاع الإنسانية وانتهاكات النظام لاتفاق الهدنة.

وتزايدت في الآونة الأخيرة المطالبات الدولية بضبط النفس ووقف تصعيد "الهجمات والخروقات"، مع دعوات إلى ممارسة روسيا وواشنطن "نفوذهما" من اجل الضغط النظام السوري لوقف الهجمات, في وقت تشهد فيها "الهدنة" انهيارا وشيكا، مع تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية، حيث تتبادل الأطراف اتهامات بالمسؤولية عن وقوع خروقات مستمرة.

 

سيريانيوز

13.05.2016 17:14