أردوغان: تركيا مصرة على إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا ودعم المعارضة "المعتدلة"
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, يوم الثلاثاء, إن بلاده "مصرة" على إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا ودعم المعارضة "المعتدلة".
وأوضح أردوغان في كلمة له أمام اجتماع المخاتير بالمجلس الرئاسي في أنقرة إنه " لا يمكن حل المسألة السورية بدعم تنظيم إرهابي ، يجب أن نؤسس منطقة آمنة حتى يحدد الشعب السوري مصيره بنفسه "
وكانت تركيا أعلنت عزمها في الأشهر الأخيرة إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا على امتداد المنطقة الحدودية التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جرابلس حتى اعزاز بريف حلب, لتعود أنقرة بعد توتر علاقاتها مع روسيا على خلفية إسقاط تركيا لقاذفة سو-24 الروسية وتشير إلى إن المنطقة الآمنة التي تنوي إقامتها تبدأ بجرابلس وتنتهي بشرق المتوسط.
وأضاف أردوغان "يوجد رجلا أعمال سوري وروسي يعملان في دور الوساطة في صفقات بيع النفط من داعش للنظام، وقد نُشرت وثائق بذلك", في وقت تتبادل فيه تركيا ورسيا الاتهامات بالتعامل مع "داعش" بمجال النفط.
وكانت وزارة الدفاع الروسية بثت, يوم الأربعاء, تسجيلات مصورة قالت إنها تظهر 3 مسارات لدخول صهاريج نفط من المناطق السورية والعراقية الخاضعة لسيطرة (داعش) عبر الحدود إلى تركيا, الأمر الذي نفته أنقرة , ليتلو ذلك تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيها انه يملك "ادلة" حول تورط روسيا في تجارة النقط مع "داعش", وذلك عقب توتر العلاقات التركية الروسية على خلفية إسقاط أنقرة لطائرة روسية فوق سوريا.
واعتبر الرئيس التركي إن " من يدعم النظام السوري هم شركاء في جرائمه وأيديهم ملطخة بدماء السوريين، مستخدمين نظام داعش كذريعة للحفاظ على النظام".
وكان أردوغان قال منذ أيام إنه لا فرق بين "داعش" أو "جبهة النصرة" أو النظام وإن مساعدتهم "جريمة ضد الإنسانية".
وعن الإتفاق الذي عقد بين أنقرة والاتحاد الأوربي حول مسألة اللاجئين قال أردوغان " لا يحق لأحد أن يمن علينا بالدعم المالي الذي تم تقديمه لتركيا هذا الدعم لن يدخل في ميزانية تركيا، بل سيذهب للاجئين السوريين مباشرة".
وتابع "انفقنا 9 مليارات دولار للاجئين السوريين واستضفناهم على نفقتنا، وسنواصل ذلك ما داموا في بلادنا"
ووقعت تركيا مع الاتحاد الأوربي أواخر الشهر الماضي اتفاقية لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية تنص على تسريع مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ودراسة إمكانية إلغاء شرط حصول المواطنين الاتراك على تأشيرة الدخول إلى دول الاتحاد بحلول أكتوبر 2016 وتقديم مبلغ 3 مليارات يورو من الاتحاد كمساعدات مالية لدعم اللاجئين على الأراضي التركية مقابل وقف تدفق اللاجئين إلى القارة الأوروبية.
وأشار الرئيس التركي إن بلاده أنقذت "70 ألف لاجئ سوري كادوا يغرقون في البحر"، و إن "خفر السواحل التركي ينقذ العشرات يوميا".
وتستضيف تركيا نحو 2.2 مليون لاجئ سوري، و تسمح بدخول السوريين بدون فيزا مسبقة، ما سمح للآلاف منهم بالانطلاق منها عبر البحر باتجاه دول الاتحاد الأوربي للحصول على حق اللجوء, الأمر الذي ينطوي على الكثير من المخاطرة, إذ تغرق بعض القوارب المحملة باللاجئين بالبحر وتتسبب بمقتل أعداد منهم.
وفي الوضع الداخلي في تركيا قال أردوغان "لا يجب علينا أن نبقى متفرجين ،سنكافح الحركات الإرهابية وإن اضطر الأمر سنطبق حالة الطوارئ لحماية المواطنين".
وتعرضت تركيا في الأشهر الأخيرة لسلسلة من الهجمات الانتحارية , كان من أبرزها تفجيرا أنقرة قبل نحو شهرين واللذان أسفرا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى, فيما أعلنت كل من فرنسا وتونس مؤخرا فرض حالة الطوارئ على خلفية هجمات انتحارية تعرض لها البلدان.