ما حدث في الزارة ..؟

خرجت روايات ناجين بثها التلفزيون الرسمي السوري وتناقلتها وسائل اعلام ومواقع تواصل اجتماعي لما عرف بـ"مجزرة الزارة" المتهم بها فصائل معارضة متشددة بينها جبهة النصرة واحرار الشام ..

خرجت روايات ناجين بثها التلفزيون الرسمي السوري وتناقلتها وسائل اعلام ومواقع تواصل اجتماعي لما عرف بـ"مجزرة الزارة" المتهم بها فصائل معارضة متشددة بينها جبهة النصرة واحرار الشام، لتشكل صدمة جديدة تضاف الى جرائم وانتهاكات تورط بها اطراف الصراع في سوريا،  اذ ذهبت روايات ناجين الى ان مقاتلين تسللوا الى البلدة ودخلو بيوتا فيها ليقتلوا اطفال ونساء وهم نيام، ما حدا بموالين المطالبة بفتح تحقيق كبيفية دخول المسلحين للبلدة. 

وشهدت بلدة الزارة في ريف حماة الجنوبي، فجر الخميس الماضي، هجوما مسلحا نفذته "فصائل معارضة" بعض عناصرها مرتبط بتنظيم "القاعدة"، راح ضحيته العديد من النساء والأطفال والشيوخ، إضافة لعمليات خطف بحق البعض  ما زال مصيرهم مجهول, بحسب شهادات من أهال ناجين.


 وأكد عدد من أهالي البلدة التي كانت تخضع لسيطرة النظام، من الذين نجوا من "المجزرة", أن عناصر من "فصائل مقاتلة" هاجموا البلدة وقتلوا نساء وأطفال في المنازل والطرقات , و ذلك في شهادات تناقلتها وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي.


 حيث قال أحد الناجين أن "فصائل مقاتلة تسللت إلى البلدة فجرا بينما أهلها نائمون وداهمت المنازل وقتلت الأطفال والنساء والشيوخ", مضيفا أن "المسلحين قتلوا والدتي وخالتي وأسروا خالي وقتلوا أولاده".


 وأشار إلى وجود "عناصر أجنبية استخدموا رشاشات (بي كي سي) وقناصات ليزرية وقذائف (ار بي جي) أطلقوها على البيوت ثم دخلوا وقتلوا عائلات".


 وقدّر ناج آخر عدد العائلات المفقودة بعشر عائلات, مبينا أن " المسلحين قاموا بقتل بعض من خطفوهم مباشرة ", وقال ثالث إلى أن "عناصر تلك المجموعات قامت أيضا بتدمير بيوت في البلدة".


 وسيطرت فصائل معارضة, يوم الخميس, على بلدة الزارة في ريف حمص, عقب اشتباكات مع القوات النظامية، في وقت تحدثت عدة مصادر بينها رسمية عن "مجزرة" بحق المدنيين في البلدة، نفذتها فصائل مقاتلة.


 من جهتها قالت مصادر معارضة أنه شارك في الهجوم على قرية الزارة مقاتلون من "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" و "أحرار الشام" الإسلامية، وخلال الهجوم، دخلوا المنازل وفتحوا النار على العائلات، فقتلوا 19 مدنيا، بينهم 6 نساء, واختفى عدد من القرويين خلال الهجوم.


ونفى متحدث باسم أحرار الشام استهداف اهالي قائلا أن  جماعته "لم تستهدف المدنيين", مؤكداً أن المعارضين ب"ذلوا جهدا كبيرا لتفادي إصابة المدنيين وعاملوا الأسرى  بشكل إنسان".


 وتظهر صورة تداولها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي ما يُعتقد أنهم مقاتلين معارضين بالقرب من جثتي امرأتين في الزارة.
 وردا على تلك الصورة, قال تحالف لجماعات معارضة أعلن مسئوليته عن الهجوم أن المرأتين قتلتا لأنهما كانتا مسلحتين وفتحتا النار خلال ما وصفه التحالف بعملية "تحرير" الزارة.


 بدورها, أوضحت "غرفة عمليات ريف حمص الشمالي" المعارضة في بيان أن "تعامل المقاتلين مع جثث العدو حسب ما تنقله الصورة أمر ترفضه قيم ديننا الحنيف ...سيتم محاسبة الفاعلين", موضحاً أن "الهجوم على الزارة جاء لمنع القوات الموالية المتواجدة فيها من التحرك لحصار الحولة وفصلها عن ريفها الشمالي".


 وكان أحد المصادر المعارضة، قال الخميس, أن "غرفة عمليات ريف حمص الشمالي أطلقت معركة الثأر لحلب، وأعلنت سيطرتها على بلدة الزارة", حيث شهدت عدة مناطق في حلب, مؤخراً تصعيداً عسكرياً غير مسبوق, وشهدت قصفا متبادلا , أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى ودمار في المباني, وسط اتهامات للنظام والطيران الروسي بالمسؤولية عن ذلك.

وأثارت الحادثة ستياءا في الاوساط السورية المؤيدة منها والمعارضة، مطالبة بوضع حد لمثل هذه الافعال "الارهابية" ومحاسبة المسؤول عن "الجرائم الطائفية".
 وتساءل أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي "هل سيتحرك المجتمع الدولي والحليف الروسي لمحاسبة من ارتكب هذه "الجريمة" أم أن اللعبة لعبة المصالح الأمريكية الروسية ستسجل ما جرى ضد مجهول؟".


 وقال آخر في تعليقه على الواقعة أن "المجزرة يتحمل مسؤوليتها من يعتبر هذه الفصائل معتدلة ويتحدث عن مصالحات مع هؤلاء القتلة".


 وأدان مجلس الوزراء الهجوم على بلدة الزارة، حيث قال رئيس الوزراء وائل الحلقي في بيان أنها "جريمة وحشية بحق العالم أجمع"، مطالبا المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب سوريا في "محاربة الإرهاب".


 كما أعرب مجلس الأمن, في بيان له, يوم الخميس عن "استيائه" من "الهجمات الأخيرة" على المدنيين والأهداف المدنية في سوريا, داعياً الأطراف المتحاربة في سوريا إلى "وقف فوري" للهجمات على المدنيين, معتبرا هذه الهجمات "العشوائية" الأخيرة قد ترقى إلى "جرائم الحرب".


 وتعتبر البلدة مركزاً لقوات "النظامي" حيث يعتبرها منطلقاً لشن عملياته العسكرية في المنطقة, كما كان الجيش النظامي يتخذ من هذه القرية مركزاً لقطع طريق الحولة – الغجر والذي يعتمد عليه أهالي مدينة الحولة في ريف حمص الشمالي في إدخال المواد الغذائية إلى المدينة، حيث كانت قوات النظام داخل القرية تقطع الطريق نارياً بشكل يومي وتمنع دخول أي شيء إلى المدينة, بحسب نشطاء, وبسيطرة فصائل معارضة عليها تكون بمثابة خطوة لفك الحصار المفروض على الحولة منذ قرابة الأربع سنوات.


 سيريانيو

14.05.2016 14:13