المعلم يعتبر إسقاط تركيا للطائرة الروسية "عدوان سافر" على السيادة السورية
اعتبر وزير الخارجية وليد المعلم, يوم الأربعاء, أن إسقاط تركيا للطائرة الروسية "عدوان سافر" على السيادة السورية, مؤكدا أن "ما قام به سلاح الطيران الروسي خلال أقل من شهرين ضد الإرهاب يعادل مئة ضعف ما فعلته الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده خلال 18 شهرا".
وقال المعلم خلال لقائه رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين, أن "الجهد الروسي السوري المشترك في القضاء على تنظيم (داعش) وغيره من التنظيمات الإرهابية أغضب القيادة التركية فارتكبت عدوانا سافرا موصوفا على السيادة السورية بإسقاط الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية", مشيرا الى أن "هذا تصرف غير مستغرب من قبل حكومة أردوغان التي ما زالت تتآمر على سورية منذ خمس سنوات لأسباب عقائدية ".
وكانت تركيا أعلنت, يوم الثلاثاء, أن قواتها أسقطت طائرة حربية روسية بعد "انتهاك" مجالها الجوي قرب الحدود مع سوريا و"تجاهلها التحذيرات", فيما نفت موسكو وجود أي "اختراق" للأجواء التركية, قائلةً أن الطائرة كانت عائدة إلى قاعدة "حميميم" باللاذقية.
وأعرب المعلم عن "التضامن مع الأصدقاء الروس وعن الأسف العميق لقيام الإرهابيين بإطلاق النار على الطيار الروسي وهو يهبط بالمظلة ", موضحا "إننا نعتبر هذه الحادثة جريمة حرب دون أي مبالغة".
وكان تم إنقاذ الطيار خلال عملية مشتركة أجرتها القوات الروسية والسورية الخاصة، وتم نقله إلى قاعدة "حميميم"، فيما اعلنت موسكو, الثلاثاء, عن تدمير إحدى مروحياتها ومقتل جندي أثناء عملية البحث عن الطيارين، بينما أفادت مصادر معارضة أنه تم إمساك أحد الطيارين الروس وقتله بعد هبوطه بالمظلة.
واضاف المعلم أنه "تم بالتعاون بين سلاح الطيران الروسي والجيش السوري بتدمير أكثر من ألف صهريج لنقل النفط السوري المسروق والمئات من مخازن الوقود ومستودعات الذخائر والأسلحة ومراكز قيادات الإرهابيين في مختلف المحافظات السورية بينما لم ينتج عن ستة آلاف طلعة قامت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها خلال 18 شهرا أي إضعاف لتنظيم "داعش" بل على العكس ازداد تمددا وانتشارا في سوريا والعراق.
وبدأ التحالف الدولي ضد "داعش" الذي تقوده أميركا, منذ عام 2014, بتوجيه ضرباته على مواقع لتنظيم داعش في عدة مناطق بسوريا, كما بدأت روسيا, عمليات عسكرية في سوريا, منذ 30 أيلول الماضي, قالت انها تستهدف "تنظيمات إرهابية" منها داعش, فيما تشكك عدد من الدول الغربية بجدية موسكو في استهداف "داعش" واتهامها بالتركيز على ضرب مواقع المعارضة "المعتدلة".
واعتبر المعلم أن "قطع شريان النفط السوري المسروق أثار غضب تركيا وكذلك استاء رئيس النظام التركي أردوغان من التقدم الذي يحرزه الجيش بمساندة الطيران الروسي لأن هذا التقدم في الميدان يبدد أحلامه في شمال غرب سوريا ويظهر للعالم أجمع دعم أردوغان للتنظيمات الإرهابية".
بدوره, أكد ناريشكين أن الوضع في سورية كان وما يزال ضمن أولويات السياسة الروسية وفي مركز اهتمام البرلمانيين الروس والمجتمع الروسي على العموم.
وأضاف "لقد وقفنا على الدوام إلى جانب سوريا واصدر مجلس الدوما بالإجماع بيانا أكد فيه دعم سوريا ومساندتها حكومة وشعبا في وجه عدوان الإرهاب الدولي الذي تتعرض له ووقفنا ضد استخدام القوة العسكرية في أراضيها ودعونا برلمانات العالم إلى التصدي لذلك".
وأشار ناريشكين إلى أن "البرلمان الروسي بمجلسيه الدوما والاتحاد عقد قبل فترة قريبة جلسة مشتركة كانت مخصصة لمعالجة الأوضاع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مع التركيز على تطورات الوضع في سورية ومكافحة الإرهاب سوية مع الحكومة السورية".
وأدان رئيس مجلس الدوما إسقاط الجانب التركي للطائرة الحربية الروسية في أجواء سورية أثناء تنفيذها مهمة قتالية في مكافحة الارهاب وقال "إننا نعتبر هذه الحادثة جريمة تشجع الإرهابيين على التمادي في ارتكاب جرائمهم", مطالبا "بإيجاد المسؤولين عن هذه الجريمة وإنزال أشد العقاب بهم".
وتابع ناريشكين "لا نزال حريصين على استعادة السلام في سورية بما في ذلك استعادة المسار السياسي وإجراء حوار سوري سوري", مؤكدا انه "لا يمكن سوى للشعب السوري وحده تقرير مصيره بنفسه بعيدا عن أي تدخل خارجي".
ويأتي ذلك بعد أن توصلت موسكو وواشنطن والامم المتحدة في منتصف تشرين الثاني الحالي الى اتفاق, عقب اجتماع فيينا حول سوريا, على ضرورة البدء بعملية سياسية بحلول كانون الثاني المقبل تفضي إلى إجراء انتخابات في غضون عامين واجراء مفاوضات بين النظام والمعارضة ووقف اطلاق النار في سوريا, مع استمرار الخلاف حول مصير الاسد.
سيريانيوز