المعلم: أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة هو عدوان ويستوجب مقاومته
"لا يمكن وقف إطلاق النار قبل ضبط الحدود مع تركيا والأردن وقبل التوافق على قوائم المنظمات الإرهابية"
قال وزير الخارجية وليد المعلم, يوم السبت, أن "أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة هو عدوان يتوجب مقاومته بكل قوة", محذرا بأن من سيحاول ذلك سيعود في "صناديق خشبية" إلى بلده، وذلك بعد أيام من إعلان السعودية أنها على استعداد لإرسال قوات برية إلى سوريا.
وأوضح المعلم، في مؤتمر صحفي، ردا على سؤال حول إعلان السعودية استعدادها لإرسال قوات إلى سوريا، أن "التصريحات السعودية لها أساس حيث كانت هناك مراكز أبحاث في الولايات المتحدة وتصريحات لوزير الدفاع الأمريكي تطالب بتشكيل قوات برية لمحاربة (داعش) لأن الولايات المتحدة لا تريد أن تتعاون مع الجيش العربي السوري الذي يكافح داعش ومن الطبيعي أن تستجيب السعودية".
وشدد المعلم على أن أي "تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة هو عدوان.. والعدوان يستوجب مقاومته التي تصبح واجبا على كل مواطن سوري ونؤكد أن أي معتد سيعود بصناديق خشبية إلى بلاده".
وكانت السعودية, جددت الخميس, استعدادها إرسال قوات برية إلى سوريا للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) "إذا لزم الأمر", والذي لاقى ترحيباً أمريكيا، على لسان وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر.
وبالنسبة لمؤتمر جنيف 3، أوضح المعلم، أن "قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبياني فيينا ينصان على أن الشعب السوري وحده صاحب القرار في تقرير مستقبله وأن الحوار يجب أن يكون سوريا سوريا بقيادة سوريا ودون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة", موضحا أن "بياني فيينا وقرار مجلس الأمن تؤكد ضرورة التمثيل الواسع لوفد المعارضة".
وتابع المعلم "كنا نسمع تصريحات من وفد المعارضة وكلها شروط مسبقة قبل أن يأتوا إلى جنيف", قائلا "طلبنا من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا قائمة بأسماء الذين سنتحاور معهم لأننا لا نريد أن نتحاور مع أشباح".
وأوضح أن "وفد المعارضة كان قرر الانسحاب من الحوار بعد إنجازات الجيش السوري .. وعلى كل حال انسحابهم أفضل لأنهم لا يملكون أي حرية في قرارهم"، مبينا أنه "على الجميع أن يعلموا وفي مقدمتهم دي ميستورا أن سورية تذهب إلى حوار سوري سوري دون أي شروط مسبقة ولن تنفذ أي شرط مسبق لأي جهة كانت".
واستطرد قائلاً إن "دي ميستورا هو ميسر الحوار ونحن لا نعترف إلا بما ينتج عن الحوار السوري السوري.. وكل من يتحدث عن ضمانات فهي تعنيه فقط وهو واهم", موضحا "نحن نريد أوسع تمثيل للمعارضات السورية في مؤتمر جنيف بمن فيهم الأكراد لأننا نريد حلا سياسيا يمكن تنفيذه وتطبيقه على أرض الواقع".
وانطلق جنيف3، في 29 الشهر الماضي، واستمر فقط ستة أيام، ليعلن دي ميستورا, الأربعاء الماضي, تعليق المحادثات حول الأزمة السورية، على ان تتم العودة لاستكمالها في 25 من الشهر الجاري, وذلك بعد يوم من تحذيره من ان محادثات جنيف تمثل "آخر أمل" لسوريا, فيما سارعت الجهات المعنية بالازمة السورية، إلى تقاذف الاتهامات حيال تعثر مفاوضات جنيف.
ولفت المعلم، حول الأنباء الواردة عن محادثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري حول وقف إطلاق النار، إلى أن "تصريح وزير الخارجية الروسي واضح بأنه لا يمكن الحديث عن وقف إطلاق النار قبل ضبط الحدود مع تركيا والأردن والتوافق على قوائم التنظمات الإرهابية"، إلا أنه أوضح "نحن لا نربط بين ما يجري في الميدان وبين العمل السياسي ونعمل بشكل متواز في مكافحة الإرهاب".
ويأتي ذلك في وقت تحتدم فيه الاشتباكات والعمليات العسكرية في عدة مناطق و مدن من البلاد, مما يؤدي إلى سقوط ضحايا بشكل شبه يومي, وازدياد في أعداد النازحين داخليا وخارجيا, وسط تردي الحياة المعيشية والأمنية, في حين فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي حتى الآن في الوصول إلى حلول سياسية للأزمة في البلاد.
سيريانيوز