موسكو: تركيا تهدد بإحباط مفاوضات جنيف 3 في حال دعوة الأكراد إليها
أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، يوم الثلاثاء, أن "تركيا تهدد بإفشال المفاوضات السورية السلمية في جنيف، في حال دعوة الأكراد للمشاركة فيها".
وقال تشوركين للصحفيين، عقب اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي خلف الأبواب المغلقة، أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ألمح خلال اللقاء إلى "انعدام نية لديه في الوقت الراهن إشراك الأكراد إلى المفاوضات بشأن التسوية في سوريا".
وأضاف "للأسف، استنادا على رده (دي ميستورا) على تصريحاتنا وتصريحات وفود أخرى، لا أستطيع الاستخلاص بأنه لا ينوي دعوتهم (الأكراد) اليوم أو غدا، لكنه من الواضح أنه يدرك ضرورة كونهم جزءا من العملية السياسية".
وردا على السؤال عما هي الجهة المعرقلة لانضمام الأكراد إلى المفاوضات، قال تشوركين إنها تركيا، موضحا "يهددون (الأتراك) بإفشال المفاوضات وتفجير الوضع في حال دعوة الأكراد إليها".
وأكد تشوركين أن موسكو تعتبر هذا الموقف "غير عقلاني تماما"، لأن استثناء الأكراد السوريين من العملية السلمية يجعلهم يفكرون في الفدرلة.
واستطرد قائلاً "إذا لم يشاركوا في العملية التي تضع أساسا لمستقبل سوريا، فسيفكرون في مستقبلهم الذاتي، الأمر الذي لا نريد حصوله، لأننا نسعى إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية".
وتعتبر مشاركة الأكراد في مفاوضات السلام السورية نقطة خلاف بين الدول، حيث تصر تركيا على موقفها المعارض لمشاركة المكون الكردي وتحديدا "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي الذي تصنفه كمنظمة "ارهابية"، في حين تدعم كل من روسيا والولايات المتحدة المشاركة الكردية في الحوار، علماً أنه لم تتم دعوتهم للمفاوضات في جنيف عند انطلاقها في نهاية كانون الثاني الماضي، كما لم تتم دعوتهم للجولة الثانية في 14 آذار الماضي، إلا أن دي ميستورا لم يستبعد دعوتهم للانضمام إليها لاحقاً.
وكانت أحزاب كردية أعلنت في 17 آذار الماضي, إقامة نظام فدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا, وأطلق القائمون على الإقليم الجديد اسم "روج آفا - شمال سوريا"، ويضم عفرين في ريف حلب الشمالي وكوباني في ريف حلب الغربي والجزيرة في الحسكة، بالإضافة إلى المناطق التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية في الآونة الأخيرة في المحافظة الأمر الذي رفضته تركيا مشيرةً إلى أنها لاتريد جيب كردي على الحدود المشتركة مع سوريا.
وحسب تشوركين، فإن الاجتماع المغلق لمجلس الأمن الدولي تناول بحث مجموعة المسائل المرتبطة في قرار رقم 2254 للمجلس، والذي يؤيد التسوية السلمية للنزاع السوري، فيما تطرق دي ميستورا للمجالات السياسية والإنسانية والعسكرية.
وأشار تشوركين إلى أن نبرة تصريحات دي ميستورا أثناء اجتماع مجلس الأمن الدولي، كانت إيجابية، موضحا أن "هناك أمل في استمرار المفاوضات وحدوث تقدم فيها".
وكان دي ميستورا، أعلن يوم الخميس، عن إرجاء محادثات الجولة المقبلة من محادثات جنيف يومين، حتى تاريخ 13 من نيسان الحالي، وذلك بالتزامن مع موعد انتخابات مجلس الشعب التي سيجريها النظام في سوريا.
وانتهت في 24 آذار الماضي الجولة الثانية من مفاوضات السلام السورية والتي شهدت خلافات في مفهوم الانتقال السياسي بين الطرفين، إضافة إلى مصير الرئيس بشار الأسد, على أن تستكمل المباحثات في نيسان الجاري.
وتتباين الآراء بشأن مصير الأسد والمرحلة الانتقالية، ففي حين تتحدث السلطات عن ان ملف الرئاسة ليس "موضع نقاش" في محادثات السلام, تريد المعارضة هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية دون أن يكون للأسد أي دور فيها.
سيريانيوز