تشوركين: نرفض إجراء مفاوضات مع بعض ممثلي المعارضة السورية المجتمعين بالرياض
موسكو تريد إلزام بان كي مون بإبلاغ مجلس الأمن بتهريب "الإرهابيين" للنفط
قال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين, يوم الأثنين, انه لا يمكن إجراء مفاوضات مع بعض ممثلي المعارضة السورية الذين عقدوا اجتماعا منذ ايام في العاصمة السعودية الرياض, والذي تم فيه الاتفاق على تشكيل وفد مفاوض للمعارضة.
وأوضح تشوركين, في حديث لوكالة "نوفوستي", ان "المهم بالنسبة لنا كالآتي هناك "داعش" و"جبهة النصرة" ومنظمتان أو ثلاث منظمات قلنا منذ زمن طويل أننا نعتبرها إرهابية. إضافة إلى جماعة قصفت من حين إلى آخر سفارتنا في دمشق. ونعتقد أنه يجب اعتبارها إرهابية. وبالطبع كذلك الجماعة التي قتلت طيارنا. نحن نصر على إدراجهم في قائمة المنظمات الإرهابية".
وكان تشوركين اعتبر, الجمعة الماضي, ان اجتماع المعارضة الأخير في الرياض، الذي تم فيه الاتفاق على تشكيل وفد مفاوض للمعارضة، "ليس مرجعية".
وعقد اجتماع قبل أيام في العاصمة السعودية الرياض، شاركت فيه أطياف من المعارضة السورية، حيث خرج ببيان ختامي نص على تشكيل وفد مفاوض يضم نحو 25 شخصا تحت اسم "الهيئة العليا للتفاوض" مع الحكومة السورية مطالبا بضرورة مغادرة الرئيس بشار الأسد سدة الحكم في بداية فترة انتقالية.
وجاء مؤتمر الرياض استنادا إلى المقررات الصادرة عن مؤتمر "فيينا 2"، للمجموعة الدولية لدعم سوريا، الذي انعقد في تشرين الثاني الماضي، بمشاركة 17 دولة، بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية، واتفق المشاركون على عملية سياسية تفضي إلى انتخابات في سوريا خلال عامين, وإجراء محادثات رسمية بين الحكومة والمعارضة بحلول مطلع العام المقبل، دون التوصل لاتفاق حول مصير الأسد.
وحول تهريب النفط من قبل داعش, قال تشوركين أن "أنقرة وواشنطن لم تبلغا مجلس الأمن الدولي بتهريب النفط من قبل "داعش", في وقت لا تزال الاتهامات المتبادلة مستمرة بين تركيا وروسيا بالتعامل مع "داعش" في مجال النفط
واضاف تشوركين إنه "تحدث مع جنرالين في البنتاغون، وأبلغهما أن القوات الروسية تمكنت خلال شهرين من التقاط العديد من الصور التي تظهر تهريب النفط عبر الحدود التركية، لكن الأمريكيين ينفذون تحليقات هناك خلال أكثر من عام وكانوا على الأرجح يعلمون أن النفط يهرب إلى تركيا وكان عليهم إبلاغ مجلس الأمن بذلك وفقا لقرار مجلس الأمن (رقم 2199)".
وكانت وزارة الدفاع الروسية بثت, في وقت سابق من الشهر الجاري, تسجيلات مصورة قالت أنها تظهر 3 مسارات لدخول صهاريج نفط من المناطق السورية والعراقية الخاضعة لسيطرة (داعش) عبر الحدود إلى تركيا, الأمر الذي نفته أنقرة , ليتلو ذلك تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيها انه يملك "ادلة" حول تورط روسيا في تجارة النقط مع "داعش", تلا ذلك اعلان وزير الخارجية الروسي عزم بلاده تقديم ادلة الى الامم المتحدة عن تهريب نفط سوريا الى تركيا.
واضاف تشوركين ان "الأمريكيين كان يجبعليهم تقديم هذه المعلومات، ناهيك عن الأتراك الذين كان يجب عليهم الإبلاغ في حال أي نشاط تجاري غير مشروع... إنهم لم يفعلوا ذلك".
ونفى مسؤولون أمريكيون اتهامات موسكو لأنقرة بالسماح بدخول النفط المهرب من "داعش" إلى تركيا, فيما اعتبرت موسكو ان التصريحات الأمريكية توفر غطاء للعملية.
وتأتي الاتهامات المتبادلة بين تركيا وروسيا بالتعامل مع "داعش" في مجال النفط, في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توتراً كبيراً على خلفية إسقاط أنقرة لطائرة روسية فوق سوريا قالت إنها "اخترقت" حدودها, الأمر الذي نفته روسيا لتتخذ بعد ذلك سلسلة من الإجراءات ضد تركيا من بينها فرض عقوبات اقتصادية , وزاد من حدة التوتر رفض أنقرة الاعتذار، على خلفية الحادثة, كما تحول الموقف التركي من مرحلة محاولة احتواء التوتر الى التلويح باجراءات عقابية ايضا ضد موسكو.
وأشار تشوركين إلى أن "موسكو تقوم بالتعاون مع واشنطن بإعداد مشروع قرار جديد قد يلزم الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم تقارير دورية إلى مجلس الأمن بشأن الوضع حول تجارة النفط من الإرهابيين, ونأمل في تبني هذا القرار في 17 كانون الأول".
وتشير تقارير إعلامية إلى إن النفط يعتبر من أهم الموارد التي تمول تنظيم "داعش", إذ تمكن التنظيم من فرض سيطرته على مواقع نفطية هامة في كل من سوريا والعراق.
من جهة أخرى، أعلن تشوركين أن موسكو لا تنوي في الوقت الحالي طرح قضية قصف التحالف مواقع للجيش السوري في مجلس الأمن الدولي".
واضاف المندوب الروسي "يوجد هنا خطر يتسم أعضاء هذا التحالف، كما تبين، ببعض العشوائية: هناك من يقصف في إطار التحالف، وهناك من يقصف خارج هذا الإطار، مثلا تركيا. وبالطبع هناك اشتباه بأن ذلك لم يقع بالصدفة، وأن ضربات ستوجه إلى مواقع لقوات الحكومة السورية من حين إلى آخر رغم كل التأكيدات بشأن عدم قصف القوات السورية. وإن ذلك سيؤدي إلى التصعيد وتعقيد الوضع على الأرض في سوريا. إلا أننا نأمل في أن ذلك لن يحدث".
واتهمت وزارة الخارجية, الشهر الجاري, التحالف الدولي بشن "عدوان" على معسكر للجيش النظامي في مدينة دير الزور, ما ادى الى مقتل 3 عسكريين واصابة 13 اخرين بجروح, مطالبة مجلس الامن باتخاذ الاجراءات المناسبة, في حين نفى التحالف ضد داعش هذه الاتهامات, فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولا عسكريا أمريكياان بلاده متأكدة من "مسؤولية" روسيا عن قصف جوي طال معسكرا للجيش السوري قرب دير الزور.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا للقضاء على "داعش" من خلال تنفيذ الضربات الجوية على مواقع التنظيم في سوريا والعراق.
سيريانيوز