مجلس الأمن يفشل بالتوصل لقرار بشأن الغارة الامريكية على دير الزور.. وتبادل للتهم بين موسكو وواشنطن

عقد مجلس الأمن جلسة طارئة له على خلفية مقتل عناصر من الجيش النظامي في قصف أمريكي على دير الزور.

أخفق مجلس الامن, يوم الاحد, في التوصل لقرار حول الغارة الامريكية على دير الزور, فيما شهدت الجلسة "الطارئة" التي عقدت, على خلفية مقتل عناصر من الجيش النظامي في هذا القصف , تبادل الاتهامات والانتقادات الشديدة بين الجانبين الروسي والأمريكي.

ونقلت وكالات انباء عن مندوب روسيا الدائم لدي الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين قوله, في تصريحات صحفية أدلى بها من مقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك الأمريكية عقب انتهاء جلسة المشاورات, إن "الغارة الأمريكية التي استهدفت قوات النظام السوري في المنطقة المحيطة بمطار دير الزور شرقي سوريا "كانت متعمدة". 

وأضاف تشوركين أنه "أمر مثير للشكوك أن تختار الولايات المتحدة هذا التوقيت بالذات لتوجيه ضرباتها الجوية .. أنا أعتقد أن هذا لم يكن مصادفة خاصة وأن الغارة تأتي قبل يومين فقط من دخول الترتيبات الأمنية الروسية الأمريكية حيز التنفيذ". وذلك باشارة الى اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه الطرفان في 9 أيلول الجاري.

ووجه تشوركين انتقادات حادة لنظيرته الأمريكية، سامنثا باور، لتركها قاعة مجلس الأمن جلال انعقاد جلسة المشاورات، كي تتحدث للصحفيين المنتظرين خارج القاعة عن الغارة الجوية، وقال في هذا الشأن "إنني أعمل كمندوب لبلادي منذ أكثر من 10 سنوات في الأمم المتحدة ولم أرَ مثل هذا التصرف". 

واتهم تشوركين  الولايات المتحدة  "بانتهاك نظام الهدنة من خلال قصف قوات النظام  في دير الزور , وعدم التزامها بالوعد الذي قدمته للحكومة السورية بألا تؤثر حملتها الجوية التي بدأت منذ عامين  في سوريا على الجيش السوري".

وكانت ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور سارعت لوصف دعوة روسيا مجلس الأمن للانعقاد بالعمل "المنافق".

وأشارت باور الى أن النظام السوري أرتكب مرارا "حوادث مروعة من ضربات جوية ضد المستشفيات والمدارس حول المدن تسببت في إحداث مجاعة، واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد أهداف مدنية، وفي كل تلك الحالات لم تدعو موسكو أبدا لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي".

كما قالت باور للصحفيين "يجب أن تخجل المتحدثة باسم الخارجية الروسية من تصريحها بأن الولايات المتحدة تدافع عن مقاتلي داعش"، وأضافت "هذه المجموعة قطعت رؤوس مواطنين أمريكيين، ونحن نرأس تحالفا من 67 بلدا للقضاء على هذه المجموعة، وفقد داعش 40% من أراضيه".

جاء ذلك عقب اشارة المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى انها تستنتج من هذه الضربات على دير الزور بأن الولايات المتحدة تدافع عن تنظيم "داعش".

من جهتها, عبرت وزارة الدفاع الأمريكية عن أسفها لمقتل الجنود السوريين نتيجة غارات التحالف الدولي، لكنها أصرت على أنها أبلغت العسكريين الروس بالغارات مسبقا ولم تسمع أي اعتراض, الأمر الذي نفته روسيا مشيرة الى أن العسكريين الأمريكيين لم يبلغوا روسيا بالعملية في دير الزور.

ودعت موسكو, السبت, مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لبحث الغارات الأمريكية في دير الزور، والتي اسفرت عن مصرع عشرات الجنود.

وكان الجيش النظامي أعلن، في بيان له، أن التحالف الأميركي أقدم,  يوم السبت, على قصف أحد المواقع العسكرية التابعة له في جبل الثردة في محيط دير الزور، لافتاً إلى أن الهجوم أدى إلى سقوط خسائر بالأرواح والعتاد، ومهد بشكل واضح لهجوم إرهابيي تنظيم "داعش" على الموقع والسيطرة عليه.


وأعلنت وزارة الدفاع الروسية, في وقت سابق, عن مقتل 62 جنديا سوريا وجرح 100 آخرين في القصف الأميركي على موقع تابع للجيش السوري في دير الزور.

وتقود الولايات المتحدة منذ عام 2014، حلفاً دولياً يضم أكثر من 60 دولة، لمحاربة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق,  حيث اعلن التحالف الدولي مطلع العام الحالي أن الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا تقلصت بنسبة 20% خلال عام 2015.


سيريانيوز

18.09.2016 10:17